استمرار تدفق الاستثمارات من الدول الاجنيبة والاتحاد الأوروبي الى تركيا
من المفارقات المثيرة للسخرية انه في الوقت الذي تعلقت فيه المحادثات السياسية بين الاتحاد الأوروبي مع تركيا بشأن حلمها الطويل بالانضمام إلى الدولة الاوربية، اظهرت البيانات التي صدرت حديثا هذا الشهر، أن أوروبا لا تزال أكبر مستثمر في هذه الدولة الإسلامية.
وكشفت وكالة الأنباء الوطنية الأناضول التركية، التي توضح الروابط الاقتصادية الوثيقة بين البلدين، أنه في الأشهر الستة الأولى من عام 2017 ارتفع تدفق الاستثمار المباشر من الاتحاد الأوروبي إلى 2.719 مليار دولار أمريكي. وكانت هذه الزيادة 61 في المائة على 1.69 مليار دولار أمريكي التي تحققت خلال النصف الأول من عام 2016.
وتدفق ما مجموعه 4.1 مليار دولار من الخارج إلى تركيا في الفترة من يناير إلى يونيو 2017، حوالي الثلثين، أو 66 في المئة، قادمة من أوروبا. وزاد الاستثمار الاجنبى المباشر الاجمالى بنسبة 50 فى المائة عن العام الماضى.
استثمارات الاتحاد الأوروبي صعودا وهبوطا
وقد كان لكل من ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة مساهمة كبيرة في التدفقات النقدية الدولية إلى تركيا.
و تظهر الاحصاءات انه من 55.639 شركة اجنبية عاملة في تركيا بتمويل من رأس مال خارجي، أكثر من 22.000 شركة من دول الاتحاد الأوروبي. وما يقرب من 7.000 من ألمانيا. 3.011 من المملكة المتحدة، في حين ان هولندا في المركز الثالث بـ 2.737 شركة.
وفي الفترة من يناير إلى يونيو 2017، سجلت هولندا أكبر قفزة من جميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة في الاستثمارات المالية في تركيا، بزيادة قدرها 821 مليون دولار أمريكي، وزيادة 104 في المئة عن 403 مليون دولار التي في نفس الفترة من عام 2016.
وعلى النقيض من ذلك، انخفض الاستثمار من ألمانيا بنسبة 6٪ من 181 مليون يورو إلى 170 مليون دولار أمريكي. وعلى سبيل المقارنة، في الربع الأول من عام 2017، قادت إسبانيا بالاستثمار بنحو 961 مليون دولار، تليها بلجيكا (209 مليون دولار) والنمسا (114 مليون دولار) وإيطاليا (22 مليون دولار أمريكي).
الاستثمارات الآسيوية ترتفع في تركيا
وقد جاء من القارة الآسيوية واحدة من أكبر الاستثمارات الأجنبية إلى تركيا في الأشهر الستة الأولى من هذا العام. وبلغت تدفقات الاستثمار الداخلة أكثر من 1.140 مليار دولار أمريكي، أي بتحسن بنسبة 138٪ مقارنة ب 481 مليون دولار في عام 2016.
و على الرغم من أن الشرق الأوسط قد تورط في نزاع مع قطر، و ان تركيا كانت داعم رئيسي، إلا ان التدفق النقدي لم يتأثر. وقد شهدت تركيا 561 مليون دولار أمريكي، بزيادة قدرها 322 في المئة، من دول الخليج.
وبالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي، فإن دول الشرق الأوسط والشرق الأدنى لديها 19.184 من عدد الشركات المنشأة في تركيا.
دول أخرى تستثمر في تركيا
تدفقت موارد من مجموعة متنوعة من البلدان إلى تركيا في عام 2017، 24 مليون دولار من أفريقيا مقارنة بالصفر في عام 2016، و 128 مليون دولار أمريكي من الولايات المتحدة وكندا مقابل 96 مليون دولار في السابق.
الاستثمار الأجنبي حسب القطاعات
اجتذب برنامج التحفيز الحكومي التركي، مثل قانون الاستثمار للاجانب، موارد من بلدان كثيرة، مما ساعد على تعزيز الاقتصاد.
وكان أحد هذه البنود إلغاء ضريبة القيمة المضافة على الاستثمارات التي يقوم بها المشترون الأجانب في مجال الاستثمار لأول مرة. وقد مددت الحكومة في وقت سابق من العام هذا القانون حتى نهاية سبتمبر.
وذكرت وكالة الأناضول أن الاستثمارات الأجنبية المدفوعة في القطاع العقاري ارتفعت من 1.8 مليار دولار خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2016 إلى 2.424 مليار دولار في عام 2017، أي بزيادة قدرها 34 في المئة.
وشهد القطاع المالي 1.186 مليار دولار، بزيادة قدرها 145 في المئة، من الأراضي الأجنبية، في حين بلغت الاستثمارات في إمدادات الكهرباء والغاز والمياه 918 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، بلغت قيمة التصنيع 644 مليون دولار أمريكي.
وخلال الفترة من يناير إلى يونيو، انشأت الاستثمارات الأجنبية حوالي 2.429 شركة جديدة ومشاريع مشتركة. وقد تم إنشاء ما مجموعه 93 شركة في مجال تأجير العقارات، والبناء، وتجارة التجزئة والجملة، وجذبت رؤوس اموال اجنبية مباشرة.
تركيا و الاستثمار مع قطر
من المتوقع تدفق المزيد من الاستثمارات قريبا إلى تركيا من قطر في النصف الثاني من عام 2017 بعد أن كشف الاعلان عن مشاريع مشتركة جديدة بين مجموعة أزور التركية وأحد أكبر الأسر في قطر.
وتحت الاسم الجديد، أزورمانا، سوف تزود هذه الشركة ما يقارب إلى 5 مليار دولار أمريكي من المال القطري، مع تدفق رؤوس الأموال إلى تركيا في قطاعات مختلفة مثل الغذاء والعقارات والتصنيع والبناء.
وتعتبر تركيا سابع اكبر مقصد للعاصمة القطرية، لكن من المتوقع ان يرتفع ذلك بشكل اكبر بفضل موقف تركيا من دعمها فى خلافها الحالى مع بعض جيرانها فى الشرق الاوسط.
وتستحوذ الاستثمارات القطرية في تركيا على 18 مليار دولار، مع بعض من أكبر عمليات الاستحواذ بما في ذلك أسهم في البنوك، مثل أك بانك و فينانس بانك، وشراء شركة الأقمار الصناعية التركية ديجيتيورك من قبل شركة ميديا غروب العملاقة بقيمة 1.4 مليار دولار أمريكي.
وقد تعززت العلاقات بين البلدين من خلال المباحثات التجارية الثنائية في أزمير في أغسطس، حيث استقطبت 90 شركة من قطر و 150 من ممثلي الشركات من تركيا. ومن المقرر إجراء مزيد من الحوار بين قطاعات التجارة في البلدان في وقت لاحق من عام 2017.